قالت ليو تشينغ روي بنبرة باردة : بما أن الأمر هكذا إبتعدوا عن طريقي .
نحن لا نسلك طريقًا واحدة ، و لن تكون لنا نفس النهاية .
قال سو يو : أريد هذا أيضًا ، لكني لا أستطيع فعل شيء حيال هذا لأن من يجب أن تتحدثي إليه ليس أنا و إنما شياو تيانياو .
" هاه "
تنهدت ليو تشينغ روي بتعب عند تذكر أنها مضطرة للتكلم بصراحة مع شياو تيانياو و كان هذا لأنها لم تكن تعرف من أين تبدأ الحديث حتى .
بعد ذلك نظرت ليو تشينغ روي حولها ، لكنها لم تجد شياو تيانياو في أي مكان .
سألت : إلى أين ذهب شياو تيانياو ؟
ألم يقل أنه سيعود قريبًا .
أجاب سو يو : لا أعرف .
لم تواصل ليو تشينغ روي الإهتمام بهذا ، فقد نظرت إلى أعلى و من ثم إلى نافذة النظام بجوارها .
قالت في نفسها ' لم يتبق الكثير حتى أحصل على جوهرة الروح '
فإن لم يكن من أجلها لما عانت ليو تشينغ روي كل هذه المعانات لتصل إلى جبال الفراغ فقط .
حتى أنه كانت هناك بعض الغرابة في تعاملها مع شياو تيانياو على طول الطريق ، لذا لم تشعر ليو تشينغ روي بالراحة على الإطلاق .
....
واصل سو يو و ليو تشينغ روي الطريق وحدهما حيث ذهب شياو تيانياو قبلهما لتفقد الطريق .
و بعد مرور بضع ساعات من الصمت حيث لم يتحدث ليو تشينغ روي و سو يو مع بعضهما البعض وصلوا إلى أعلى .
و على عكس الجو العاصف في أسفل الجبل كان الجو صاحيًا في الأعلى .
كان المكان يأخذ الأنفاس ، فقد تجاوز هذا الجبل إرتفاع الغيوم و بهذا فقط أشعة الشمس الدافئة التي إنعكست على الأرض الخضراء .
لم تتوقع ليو تشينغ روي أن يكون المكان بهذا الجمال ، لكن بعد أن نظرت حولها جيدًا سألت نفسها ' أين شياو تيانياو ؟ '
فألا يجب أن يكون قد وصل قبلهما ؟
فجأة شعر ليو تشينغ روي و سو يو بتذبذب طفيف في الطاقة و لهذا أصبح كل منهما حذرًا جدًا .
كان هذا التذبذب لثواني فقط حتى ظهر شق مكاني في وسط اللامكان .
خرج من ذلك الشق رجلان ، و كان شياو تيانياو أحدهم حيث كان يتبع الرجل الأخر .
كان هذا الرجل يمتلك شعرًا فضيًا و عيونًا فضية مع علامة مميزة على جبهته .
نظر هذا الرجل من فوق إلى تحت إلى ليو تشينغ روي ، و هذا ما جعلها تشعر بالخوف .
فقد شعرت أن لمحة واحدة من هذا الرجل كشفت كل شيء .
فجأة ظهرت إبتسامة على وجه الرجل ، قال : مرحبًا بك أيها العابر .
شحب وجه ليو تشينغ روي عندما سمعت شيئًا لم تتوقعه من شخص لم تتوقعه .
شعرت ليو تشينغ روي بالتوتر ، لكن هذا كان داخليًا فقط حيث كان وجهها من دون تعابير .
نظرت إلى الرجل ببرود و من ثم سألت : من أين سمعت بهذا ؟
فجأة ، و في غضون أقل من ثانية كان الرجل يقف أمام ليو تشينغ روي و مد يده نحو جبهتها .
أرادت ليو تشينغ روي الإبتعاد من أمام هذا الرجل ، فقد شعرت بقوة كبيرة و مخيفة نابعة منه .
و مع ذلك لم تأبى رجليها التحرك أو أخذ خطوة حتى .
كرد فعل على مد الرجل يده قامت ليو تشينغ روي بإغماض عينها .
فجأة شعرت ليو تشينغ روي بوخز على جبهتها ، و من ثم سمعت صوت الرجل يطن في عقلها "" هذا لأنني مثلك ""
فور أن أزال الرجل يده من جبهة ليو تشينغ روي ، ظهرت علامة حمراء على جبهتها .
إستدار الرجل و من ثم قال : إتبعوني .
سرعان ما هدأت ليو تشينغ روي و قامت بإتباع هذا الرجل ، لكنها داخليًا كانت تمتلك الكثير من الأسئلة .
سألت ليو تشينغ روي نفسها ' هل ما قاله صحيح ؟
هو عابر !
و إن كان كذلك هل إنتقل هو أيضًا من عالم آخر ؟ '
نست ليو تشينغ روي إحتمال أن يكون هذا الرجل عدوًا بالكامل حيث قامت بإتباعه و في عقلها الكثير من الأسئلة .
بقي شياو تيانياو صامتًا عندما رأى تفاعل الرجل و ليو تشينغ روي .
قال في نفسه ' هناك علاقة ما بين يوي تشي و ليو تشينغ روي و إلا لم يكن ليخفي أمر موتها عني في ذلك العام '
" سوش "
إتبعت ليو تشينغ روي ، شياو تيانياو و سو يو الرجل عبر الشق المكاني .
فور أن رأت ليو تشينغ روي المكان ، لم تستطع إلا أن تعجب به .
فقد سيطر اللون الأبيض على المكان ، و ما أعطى تباينًا هي أشجار الكرز التي ما زالت تزهر .
توسط هذا المكان قصر فخم و ظخم للغاية ، و حتى الهواء هنا كان أنقى بكثير من الخارج .
نظرت ليو تشينغ روي إلى تصميم القلعة ، و هذا ما أنساها مدى جمال المكان .
سألت نفسها ' أليس هذا هو نمط تصميم القلاع في العصر الفكتوري . '
فمنذ أن إنتقلت ليو تشينغ روي إلى هذا العالم ، كانت الحضارة الشرقية مسيطرة في كل شيء .
اللباس ، الأكل ، التصميم .
كل شيء !
و هذه هي أول مرة ترى فيها ليو تشينغ روي شيئًا مخالفًا للحضارة الشرقية في هذا العالم .
لم يكن التصميم الخارجي وحده على حسب العصر الفكتوري و لكن أيضًا من الداخل و هذا ما أكد شكوك ليو تشينغ روي فقط .
قام الرجل بالجلوس على طاولة مستديرة ، و إن كانت هذه مصادفة أم لا فقد كان هناك ثلاث كراسي أخرى .
قال الرجل مع إبتسامة لطيفة : يمكنكم الجلوس .
لتجلس ليو تشينغ روي ، شياو تيانياو و سو يو بعد سماع الإذن .
ففي الأوضاع العادية كانوا سيجلسون من دون إستئذان حتى ، لكن أمام هذا الرجل الغامض لم يستطيعوا أن يقولوا كلمة .
قال الرجل مبتسمًا : خذوا راحتكم .
كلوا شيئًا ، لا بد من أن تكونوا جائعين .
" طرق "
قام الرجل بطرق على الطاولة ، لتظهر مجموعة من الكؤوس ، شاي و كعك .
و مثل تصميم القصر ، لم يكن هذا الطعام شرقي ( يعني شاي أخضر و حلوى ما أعرف إسمها هههه )
فقد كان هذا الكعك أشبه بالذي تبيعه المحلات في العصر الحديث ، حتى أن الشاي كان يحمل رائحة خفيفة للزهور .
رغم أن التقديم كان جميلًا و الطعام يبدوا شهيًا ، لم يكن لدى ليو تشينغ روي أي إستعداد لتناول شيء .
دخلت مباشرة في الموضوع حيث سألت : من أنت ؟
أجاب الرجل : إسمي يوي تشي ، و أنا عابر مثلك .
ظهرت إبتسامة غريبة على وجه ليو تشينغ روي ، سألت : أنت لا تمزح معي ، أليس كذلك ؟
قال يوي تشي : نعم أنا لا أمزح في مثل هذه الأمور .
بعد ذلك نظر يوي تشي إلى شياو تيانياو ، قال : أرى أنكما إلتقيتما .
سأل شياو تيانياو السؤال الذي لطالما أراد طرحه على يوي تشي .
قال : لماذا أريتني موتها ؟
نظر يوي تشي إلى سو يو ، و من ثم فرقع إصبعه .
لم يرتح سو يو لهذه النظرة ، و عنده الحق في ذلك ففور أن فرقع يوي تشي بأصابعه عاد سو يو إلى أعلى جبل الفراغ .
بعد إختفاء سو يو من على طاولة ، قال يوي تشي : لا تقلقا فرفيقكما بخير .
إنه فقط لا يمتلك الحق في سماع ما سأقوله الأن .
سأل شياو تيانياو و عدم الصبر واضح على وجهه : إذن هل ستجيب على أسئلتنا بما أنك أبقيتنا هنا ؟
أجاب يوي تشي بإبتسامة : بالطبع سأجيب على أي شيء .
كرر شياو تيانياو سؤاله : لماذا أريتني موت ليو تشينغ روي ؟ .
أجاب يوي تشي : هناك بعض التفاصيل التي لم تكن بحاجة لمعرفتها في ذلك الوقت .
أما عن موتها فهي ماتت حقًا بعد ذلك .
سأل شياو تيانياو بحيرة : إذن كيف ...
واصل يوي تشي : كيف عادت إلى الحياة ؟
الجواب بسيط ، هي لا تستطيع الموت .
العابر لا يستطيع الموت إلا في النهاية .
نظر شياو تيانياو بتعقيد إلى ليو تشينغ روي ، سأل : ما هو العابر ؟
عن أي نهاية أنت تتكلم ؟
قال يوي تشي : لا يستطيع العابر قتل الشيطان و لا يستطيع الشيطان قتل العابر إلا في النهاية .
عندما يتحدد مصير العابر إلى قديس أو شيطان.
مصير كل ما هو تحت السماء ، إما العيش و إما الفناء .
لا يستطيع الشيطان قتل العابر و لا يستطيع العابر قتل الشيطان .
عندما يتحدد مصير الشيطان إما إلى حاكم كل الأكوان أو إما إلى الفناء .
مصير كل ما هو تحت السماء ، إما العيش أو الفناء .
قالت ليو تشينغ روي في نفسها ' هذه نفس الكلمات التي قالها النظام .
هل من الممكن ؟ '
نظرت ليو تشينغ روي بحدة إلى يوي تشي عندما خطرت لها هذه الفكرة .
نظر يوي تشي إلى ليو تشينغ روي و من نظراتها أدرك بطريقة أو بأخرى في ماذا كانت تفكر ، قال : لست أنا ، لا تفكري كثيرًا في هذا لأنك ستعرفين كل شيء في النهاية .
بدى كلام يوي تشي و ليو تشينغ روي عشوائيًا للغاية بالنسبة إلى شياو تيانياو ، سأل : هلا وضح لي أحدكما ما يجري .
ماذا تقصدون بالعابر و الشيطان ؟
ماذا تقصدون بالنهاية ؟
في الواقع حتى ليو تشينغ روي و التي كان يعنيها هذا ، لم تكن متأكدة منه بالكامل و لهذا نظرت إلى يوي تشي مع نظرات إستجواب .
أجاب يوي تشي : العابر و الشيطان هما نفس الشيء .
لقد كانا مجرد أشخاص عاديين في هذا العالم حتى أختيرا .
الشيء الوحيد الذي يختلفان فيه هو مدى الظلام و السوداوية بداخلهم .
ففي البداية لم يكن هناك أي وجود للشياطين ، فقط العابرين .
لكل عالم عابر واحد و هو المسؤول على ظمان سلامته و إستقراره .
هم حماة هذا العالم بتعبير آخر .
لكن ...
الشيطان هو نفسه العابر ، لا لقد كان عابرًا في وقت من الأوقات حتى إستهلكه الظلام و الكراهية .
لكل عابر قصته الخاصة ، هناك من ينجوا و ينقذ عالمه و هناك من يتحول إلى شيطان و يدمره .
لأنه ليس بالظرورة أن يحب العابر عالمه ، بل على العكس من هذا قد يكن له كراهية عميقة للغاية و هذا ما حوله إلى شيطان .
قد تكون هذه الكراهية بسبب الكثير من العوامل كاطفولة القاسية ، الظلم و غيرها من الكثير من الأمور المؤلمة .
حتى لو لم يعاني العابر كثيرًا في البداية ، سيعاني بالتأكيد في النهاية و إن أراد أو لم يرد سيحمل جزءًا من سوداوية عالمه بداخله .
إن نجى من هذه السوداوية يصبح العابر قديسًا ، و إن لم ينجوا فسيتحول إلى شيطان .
و هكذا أصبحت مهمة العابر هي قتل الشيطان ، لكن هذا قد يؤدي إلى أن يصبح هو الشيطان نفسه و يدمر عالمه الخاص .
سألت ليو تشينغ روي : ماذا يحدث بعد أن يدمر عالمه الخاص ؟
أجاب يوي تشي : ينتقل إلى عالم آخر ، و يمتصه مثلما فعل بالأول .
سأل شياو تيانياو رغم أنه يتوقع الٱجابة : و ما علاقة ليو تشينغ روي بهذا الأمر ؟
أجاب يوي تشي : هذا لأنها عابرة ، و هي مضطرة للمرور بكل هذا .
أما عن ما ستصبح عليه في المستقبل فهي وحدها من ستحدده .
....
رأيكم في الفصل ؟
إستمتعوا 😊😊